آخر الأخبار

المشاركة في الانتخابات بين الاستحقاق الوطني والواجب الشرعي

2018-09-06

اسكندنافيا ديلي نيوز

2018-09-05

هذا نص ما كتبه إمام وخطيب الرابطة الإسلامية في مالمو فضيلة الشيخ ماهر الدسوقي:

المشاركة الفعالة في الانتخابات السويدية القادمة بين الاستحقاق الوطني والواجب الشرعي.
أولا: الاستحقاق الوطني
فكل المواطنين مدعوون بداية من 22/8/2018 وحتي 9/9/2018 وعلي مدار 19 يوما لاختيار الحزب أو الاحزاب التي – في حالة فوزها – تعبر عنهم وتمثلهم وتحكم باسمهم وتقرر في كل شؤن الدولة داخليا وخارجيا . ولا يسع المواطن الصالح الايجابي الفعال الا أن يلبي النداء ويبدي رأيه ويختار الانفع والاصلح – من وجهة نظره- لقيادة البلاد في المرحلة القادمة أو علي الاقل يختار الاكثر نفعا والاقل ضررا من غيره والا فانه يكون عاقا لوطنه متخليا عنه وهو في امس الحاجة اليه.
ثانيا: من الناحية الشرعية
* في الاعوام الماضية كانت أعداد المسلمين قليلة في السويد , وأيضا كانت مظاهر العنصرية والاسلاموفوبيا مستترة وأقل حدة وضررا مما هي عليه الآن، وبناء علي ذلك كان الحكم الشرعي للمشاركة في العملية السياسية بشكل عام جائزا أو مباحا وربما ارتقي درجة فاصبح مندوبا أو مستحسنا علي حسب الواقع والمقاصد والمآلات، وربما هذا يفسر قلة عدد المصوتين من المسلمين في الانتخابات الماضية .
* أما الان وبعدما أصبح المسلمون مئات الالاف، واصبحت لهم اقامات دائمة وجنسيات، وأصبحت السويد وطناً لهم ولاولادهم، وارتبط مصيرهم ومستقبلهم وارتبطت مصالحهم المعتبرة بمصير السويد ومستقبله السياسي، وبعدما تنامي خطر العنصرية والاسلاموفوبيا في أوروبا عموما وفي السويد خصوصا – الأمر الذي يهدد المصالح المعتبرة للمهاجرين عموما و للمسلمين خصوصا – فتكون المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية واجباً شرعياً يثاب فاعله لأن ذلك يعد تعاوناً على البر والتقوى، وقد أمرنا الاسلام بالتعاون على البر والتقوى فقال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان). ويكون التقاعس عن القيام بهذا الواجب حراما شرعا يأثم تاركه من غير عذر مقبول شرعا لأنه يترتب عليه جملة من المفاسد والشرور التي امرنا شرعا أن نتجنبها و منها علي سبيل المثال :
1- ضياع الأمانة .
2- اسناد الأمر الي غير أهله .
3- تعريض وجود المسلمين ومصالحهم المعتبرة شرعا للخطر .
, وقد أمر الاسلام بأداء الأمانة فقال تعالى (ان الله يأمركم أن تأدوا الأمانات ألى أهلها … ) ونهى عن خيانة الأمانة , فقال تعالى (يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).
وقد نهى الاسلام عن اسناد الأمر الى غير أهله فقال رسول الله (ص) في الحديث الذي رواه الامام أحمد في مسنده والبخاي في صحيحه عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (ص) قال: اذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة , قيل: فكيف اضاعتها يا رسول الله؟ , فقال: اذا أسند الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة.
وقد نهى الاسلام عن الضرر العام والخاص فقال رسول الله (ص): لا ضرر ولا ضرار.
4 -كتمان الشهادة , وعدم الاهتمام بأمر المسلمين . فالادلاء بالصوت نوع من الشهادة التي أمر المسلم بأن يؤديها ونهي عن كتمانها فقال تعالى: (وأقيموا الشهادة لله..) وقال تعالى: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه …) وعدم المشاركة يعد عدم اهتمام بأمر المسلمين وقد نهينا عن عدم الاهتمام بأمر المسلمين فقال رسول الله (ص): من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
5 – تخلف المسلم عن دوره الدعوي الذي هو مأمور به شرعا وعن دوره الحضاري في ارشاد المجتمع وفعل الخير فيه .
وقد أمرنا الله – سبحانه وتعالى – بالدعوة وفعل الخير فقال: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وقال :(وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).
6 – ترسيخ صورة نمطية سلبية عن المسلمين : أنهم غير مهتمين بمصالح المجتمع وغير فاعلين فيه . وهذا بالضرورة يفقدهم حقوقهم وامتيازاتهم التي يطمحون اليها.
7- ثبت يقينا أن العزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية يعزز فرص تنامي خطر العنصرية والاسلاموفوبيا , وذلك يجعل المشاركة الفاعلة المبصرة واجبا شرعيا ,عملا بقاعدة سد الزرائع وقاعدة درء المفاسد .
وبناءا على ما تقدم فان المشاركة الفاعلة والمبصرة في العملية الانتخابية القادمة في السويد واجب شرعي يثاب فاعله ويأثم تاركه , عملا بالقاعدة الشرعية : مالا يقوم الواجب الا به فهو واجب . هذا، والحمد لله رب العالمين.