آخر الأخبار

عندما يعتبر عالم لاهوتي سويدي رسول الإسلام نبيًّا مسيحّيًا!

SDN
2021-03-22


أثار العالم اللاهوتي وسكرتير أساقفة كنيسة السويد “جاكوب ويرين” جدلًا واسعًا في كتابه (إفساح المجال للآخر)، عندما رأى فيه أنّه ” من الممكن تمامًا أن يرى المسيحيون محمد – نبيهم الجديد”، معتبرًا أنّ “هناك أنبياء وأنبياء حتى بعد قيامة المسيح، ليس أقلها في العهد الجديد “، واصفًا النبي محمدًا بأنه “المدافع عن التوحيد”، بعد أن قارنه بأنبياء العهد القديم الذين شهدوا أن هناك إلهًا واحدًا فقط، وهذا ما يتوافق مع العقيدة المسيحية -على حد وصفه-. علمًا أنّ ٦٠ % من السويديين يتبعون الكنيسة السويدية، ناهيك عن أتباع الكنائس الخاصة التي لا سلطة للكنيسة السويدية عليها.


إنّ ما توصل إليه “جاكوب ويرين” يفسر مدى دفاعه عن الإسلام، ومطالبته المستمرة لتغيير موقف السويديين الجاهل والساذج من الإسلام كعقيدة دينية – على حد وصفه -، منتقداً الخطاب العام الذي يوصف الإسلام بالتطرف والكراهية. في حين يشترك مع “ويرين” – في هذه النظرة الإيجابية عن الإسلام- العديد من أتباع الديانات في السويد.


وتعتبر مواقف “ويرين” صورة من صور التقارب الديني الذي تعيشه السويد، الذي يدل على مدى الترابط الذي يجمع الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام، المسيحية، اليهودية)- وليس فقط بين الإسلام والمسيحية – والتي يطلق عليها” الأديان الإبراهيمية”، ذات المصدرالواحد هو الله تعالى، والتي تعود إلى النبي إبراهيم الذي هو أبو الأنبياء الثلاثة أصحاب هذه الديانات.


ففي المدارس السويدية يستخدم مصطلح (الأديان الإبراهيمية) أو (أديان إبراهيم) كنموذج توضيحي لإظهار العلاقة بين المسيحية واليهودية والإسلام، والذي يشكل وعيّا مبكرًا عند الطفل بتقبل الطرف الآخر، ويخلق روح العمل الجماعي والحوار. ويتجلى هذا التقارب كذلك في المجتمع؛ فعندما يتعرض مسجد أو كنيسة أو كنيس إلى أي اعتداء؛ ترى أصحاب هذه الديانات يسارعون في إصدار البيانات المنددة؛ بل وإظهار التضامن والتعاطف مع المتضررين. وهنا نذكر عندما قام بعض المتطرفين بحرق القرآن في مالمو – منذ عدة أشهر-؛ سارعت الكنيسة السويدية والكنيس اليهودي باستنكار هذا الفعل. وكذلك عندما حدثت (مجزرة كرايست تشيرتش) في نيوزيلندا، وقتل أكثر من 50 مسلمًا؛ سارع أصحاب هذه الديانات بالمطالبة بحماية المساجد، وشكّلوا طوقًا بشريًّا حول مسجد استوكهولم الكبير في رسالة تضامينة مع مواطنيهم المسلمين. وكذلك الأمر، عندما تعرضّ الكنيس اليهودي في مالمو إلى الحرق والتخريب؛ سارع المسلمون والمسيحيون للتضامن مع اليهود، بل وشاركوا في حمايته. وقس على ذلك العديد من صور التضامن والتعاطف بين أتباع هذه الأديان الثلاثة، التي تجعل من هذه الأديان الثلاثة أساسًا للتنوع الديني والعرقي والثقافي التي تتمتع به السويد.


وبناءً إلى ما توصل إليه “جاكوب ويرين”؛ فإنّ السويد في هذه الأيام في أشد الحاجة إلى التقارب بين هذه الأديان، وتكثيف الحوار الديني فيما بينها؛ خصوصًا بعد تنامي اليمين المتطرف، وتصريحات مسؤوليه العنصرية؛ التي كان آخرها ما وصفه سكرتير حزب ديمقراطي السويد بأن “الإسلام دين مقرف”. وكذلك بعدما تزايدت الاعتداءات على المساجد والكنائس والكنس في الآونة الأخيرة؛ كل هذا يحتم على أتباع هذه الأديان البحث أكثر عمّا يجمعهم من خلال الحوار والتواصل والتكاتف والتعاون لمواجهة هذا المد العنصري والمتطرف.