آخر الأخبار

ماذا بعد حادث نيوزيلندا الإرهابي؟ رسالة مفتوحة لاصحاب القرار السياسي في الغرب

2019-03-17

SDN

2019-03-17


بقلم : المستشار الدولي الدكتور محمود الدبعي.

ما حدث في مسجدي مدينة كريست تشرش بنيوزيلندا عمل إرهابي من الدرجة الأولى ارتكبه يميني متطرف حاقد على الاسلام والمسلمين ومن الظلم و الاجحاف تصنيفه على إنه حادث إجرامي؛ لأن الحادث ارتكب على خلفية كارهه للدين ، وعليه لا بد من وضع الأمور في نصابها.

كما أنه من الإجحاف توصيف ظاهرة كراهية المسلم و الإسلاموفوبيا بأنها ردة فعل لتطرف تنظيمات داعش والقاعدة فقط كما يحاول بعض خبراء الإرهاب ايصاله للمتلقين ، بل هناك أسباب أخرى ساهمت بشكل كبير في تضخم الظاهرة منها عدم تفعيل قرار الأمم المتحدة رقم 224/ 65 الصادر يوم 11 ابريل 2011 القاضي بتجريم ازدراء الاديان، و نحن نطالب الحكومات الغربية اصدار قوانين لتجريم الإرهاب و العنصرية والعداء ضد المتدينين ، ونحمل الحكومات و البرلمانات الاوروبية القصور في تعزيز قيم التسامح والتعايش و عدم تعزيز قيم الاندماج الإيجابي للمجتمعات المسلمة في هذه الدول.

وتبرير بعض السياسيين و الكتاب والصحفيين وخبراء الإرهاب، عنف العنصريين اليمنيين بحق المسلمين تأكيد على تواطؤهم مع كارهي الدين و اعتبار الإسلاموفوبيا على أنها مجرد رد فعل لتطرف القاعدة وداعش و يعطوا شرعية للمسبب الحقيقي لهذا العنف ويجعله يفلت من العقاب، ويعطيه أيضًا مبررًا لكل أفعاله الإجرامية بحق العزل والمسالمين.

أيضًا مثل هذه الجرائم النكراء من قبل اليمين المتطرف تستغلها التنظيمات المتطرفة كتبرير لأعمالهم الإرهابية التي تلصق زورًا بالإسلام، فينفذون أعمالًا أكثر دموية في دول الغرب ، تحت زعم ما يسمى بــ”دفع الصائل” عن إخوانهم المستضعفين في هذه البلاد، فيجعل بحور الدماء تسيل بغزارة.

وبالفعل فقد استغلت تنظيمات العنف باسم الإسلام الحادث في تبرير أعمالهم الإرهابية، وهذا ما نخشاه من الفعل و ردة الفعل .وعليه لا بد من تفعيل قوانين تجريم الإرهاب و العنصرية وكراهية المسلم والإسلاموفوبيا في الغرب، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث الإرهابية مرة أخرى.

ولتقديم علاج للظاهرة الدموية لليمين المتطرف، لا بد من تفعيل القيم الإيجابية في المجتمعات الغربية مثل الحوار لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي ونشر ثقافة السلام، وتعزيز الاندماج الإيجابي للتجمعات المسلمة في أوروبا القائم على المساواة في الحقوق والواجبات.

وكل هذا لا بد أن يكون وفق مبادرات رسمية وشعبية ترعاها قيادات المجتمعات المسلمة في الغرب وليس الأفراد لضمان تنفيذها على الوجه الأكمل ولتجنب الاحتكاك ومزيد من العنف.